الأحد، 19 مايو 2013

هشاشة اجتماعية !
إلى أي مدى تصل هشاشة واقعنا الاجتماعي ؟! و إلى أي حد أنشبت الريبة أظفارها الطويلة في جسد المجتمع الذي فقد عفويته فجأة في لحظة تغيير عصفت بكل شيء ؟! دوائر علاقاتنا الحميمية تأخذ بالانكماش شيئًا فشيئًا في حين تتفاقم عزلتنا عمن حولنا ! أهذه أعراض مرض اجتماعي أم نتيجة طبيعية لتغير جذري في أسلوب حياتنا و نمط معيشتنا فرضتها علينا ثورة تقنية ومدنية هائلة غيرت وجه العالم قبل أن تغير وجه علاقاتنا ؟! يحدث أن نلاحظ أن الأوقات التي نقضيها خلف شاشات جهاز لوحي أو حاسوب محمول تفوق اللحظات التي نقضيها مع من حولنا متذرعين بأن الإنترنت - مثلاً - بات عبارة عن مجتمع كبير يغنينا عن أداء واجبات اجتماعية و عن مجالسة أقارب لنا غير أن هذا الاعتقاد و إن كان صحيحًا في بعض أجزائه فهو خاطئ في أخرى ؛ فلا شيء يعدل الجلوس في مجلس كبير أو غرفة صغيرة مع أشخاص نتبادل معهم الضحكات و الأخبار و نحيي بهم ذكريات قديمة و نملأ أماكن فارغة في دواخلنا و نسد مكامن عزلتنا !!

من شوه علاقاتنا حتى بات الهدف من اجتماعاتنا لا يتجاوز ملء بطوننا ؟!
أهي المدنية الحديثة بمظاهرها المادية و برتوشها المغرية ؟!
من أفرز في عقولنا الباطنة ذاك الشعور الدخيل بالريبة و التوجس من كل شيء حتى أقرب الناس لنا ؟!
يحدث أن نقرأ في الصحف أخبارًا تغير مجتمعًا بأكمله من الداخل .. أب يتحرش بابنته , أخ يقتل أخاه .. أهذا ما غيرنا ؟! هل إسقاطنا لحالات فردية كهذه على تفاصيل حياتنا هو ما زرع فينا هذا الشعور و تلك العبارة " الدنيا صارت تخوف !! "

من اغتال مشاعر كانت في يوم ما نقية وسامية ؟! من قتل الحب بمفهومه الطاهر حتى فقدنا إيماننا بإمكانية حدوثه ؟!

يحصل أن يجتمع طرفان جائعان عاطفيًا ثم يقومان باستغلال بعضهما واجدانيًا حتى إذا أشبعا عوطفهما تخليا عن بعضهما أو ابتزا بعضهما باسم الحب !! أهذا ما أفقدنا ثقتنا بحدوث حالة حب صامت نقية و عفيفة تنتهي بالزواج بين قريبين ؟!

يحسن بنا أن نقول أن للمجتمع كامل الحق في أن يتوجس و لكنه لا يملك الحق في البقاء على حاله دونما تغيير .. التغيير يبدأ من دواخلنا كأفراد .. حافظوا على علاقاتكم و استرجعوا عفويتكم المفقودة فال" الدنيا ما زالت بخير " !!

بوركتم